Posts Tagged ‘ماسورة مجاري’

رحلة عذاب

فيفري 19, 2008

عندما كنت في العام الثاني الجامعي توجهت للكويت لقضاء عطلة منتصف العام الدراسي مع عائلتي المقيمة هناك منذ زمن طويل.

, أرادت و الدتي أن تتخلص من كافة الأغراض اللتي لم تعد تحتاج إليها وبعض قطع الأثاث القديم فجاءتها الفكرة العبقرية بإرسال هذه المخلفات إلى مصر المحروسة عن طريق العبد المسكين اللذي هو أنا.

و جاءت اللحظة الحاسمة و أمرتني أمرا عسكريا بالتوجه إلى مكتب السفر البري لحجز مقعد في الحافلة المتجهة إلى المحروسة عن طريق المملكتين السعودية و الهاشمية؛ و تم الحجز و الإعداد لرحلة الأهوال على مدى أربعة أيام من الإذلال و الامتهان على يد حرس الحدود و نقاط التفتيش و لكم ان تتصوروا قضاء ساعتين او أربع ساعات إنتظارا لصاحب العزة و الحمية حضرة جندي الحراسة المكلف بتفتيش الحافلات و من ثم السماه لها و لركابها بالمرور.

لقد كان الإخوة الصعايدة المرافقين لي في قمة التوتر و الحذر من غضبة هذا الجندي إذ أنه يستطيع تاخير المرور يوم أو يومين إذا أراد ذلكو لك أن تتخيل المبيت في برد الصحراء القارس.

و مررنا بسلام بعد الاستماع إلى باقة من السخافات و التفاهات من حرس الحدود اللذي لم يعرف لنا كرامة او إنسانية.

و تواصلت الرحلة لمدة قدرها يومين مزعجين لضيق الحافلة و خطورة الطريق و كذلك كثرة نقاط التفتيش الباحثة عن مخالفي الإقامة ؛ حتى وصلنا الأردن الشقيق اللذي أخرنا حراسه الشجعان عن اللحاق بالعبارة اللتي تربط بين العقبة الأردنية و نويبع المصرية فاضطررنا غلى المبيت في الحافلة المثلجة ……. كانت فعلا باردة برودة تخترق العظم.

في ظهر اليوم التالي ركبنا العبارة المكتظة و أبحرنا خلال مضيق العقبة و رأينا بأعيننا المجردة ميناء إيلات المغتصبة حتى وصلنا ميناء نويبع فنزلت من العبارة مبتسما سعيدا لوصولي أخيرا إلى أرض الوطن ولكن ما لبثت هذه اللحظة أن تبددت و تبدلت غما بسبب التدافع الشديد و سوء التنظيم و انعدام المسئولية فكأنك بالوصول إلى أرض الوطن كأنك أزلت غطاء بالوعة الصرف الصحي فانبعث منها ما انبعث و ياليت الأمر اقتصر على ضياع اليوم انتظارا للمرور غلى نقاط الجمرك بل تعداه إلى السرقة العلنية و النهب المسعور لأغراض و أمتعة المسافرين على ايدي موظفي الجمارك و ما أدراك بهم فهم ذئاب لا يعرفون الرحمة و لا أدري أن سيكون موقعهم من النار.

كانوا يساومون القادمين على التعريفة الجمركية المطاطية التي تتغير بتغير مزاج موظف الجمرك الدنيئ .

و للحديث بقية