الفساد وثورة الجيش المصري — بقلم الاستاذ نبيل الجوهري
————————– قال بيان الثورة: ” وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى امرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم”. لم يهزم الجيش المصري في فلسطين لتآمر احد عليه. لقد كان بعض ضباط جيش المتواجدون على ساحة القتال باعتراف بعضهم، بالهم غير مشغول بالمعركة بقدر ما كانوا يفكرون في كيفية قلب نظام الحكم, ولو أنهم استبسلوا في القتال كما فعل آخرون واستشهدوا في سبيل الله و الوطن لما كانت الهزيمة و لكان الموقف تعير بعض الشيء، ولو تفتح عمل الشيطان، فلنتركه نائما. ثم لنتوقف هنا، عندما جاءت الهدنة كان الجيش المصري على ارض فلسطين وكانت فلسطين مقسمة بيننا وبين اليهود أليس هذا صحيحا. ماذا حدث؟ فليقل لنا المؤرخون. أما صفقة الأسلحة الفاسدة المشهورة كما صورت بفجور بعض الأفلام التي روجت لدعاية سلطة الانقلاب وأكاذيبها ، لم تكن هناك أسلحة فاسدة بل يجب أن نرجع ألي وثائق تلك الحقبة ونتحقق مما يقال لنا وقد قيل وما زال ينقل لنا كلام قهاوي يردده أناس جهلة كالببغاوات لا يفقهون ما يقولون. واكرر لم تكن هناك أسلحة فاسدة بل الغلطة علي من قاموا بعملية الشراء وليست علي الملك فاروق والتي لم تسفر تحريات مجلس قيادة الثورة عن أي شيء يثبت فسادة آو ارتشاءه آو أي شيء من هذا القبيل. و الوزر يقع علي هؤلاء الصحفيين ذوي الأسماء اللامعة أمثال التابعي و مصطفى أمين علي استمرار حملات تشوبيه سمعة الملك فاروق، يا للعار. وماذا لو كلمنا احدهم حينها عن أسباب وعوامل أدت إلى نكسة يونيو 1967،فهي لم تكن نكسة بل كانت نكبة، لأن كلمة نكسة ليست الكلمة المناسبة لوصف ما جرى. لقد دمر الجيش المصري عن بكرة أبيه, لم يبقى منه شيء يصلح للدفاع عن ارض الوطن لو استمر العدو الإسرائيلي في زحفه. ماذا حدث؟ حدث أن من تولوا أمور البلاد إثر انقلاب يوليو 1952لم يكونوا مؤهلين على الإطلاق لحكم البلاد . الملك فاروق كان عنده قصور من هذه الناحية هذا صحيح ولكن الملك فاروق لم يكن يحكم، من كان يحكم هو رئيس مجلس الوزراء وكانوا هم علي قدر من التأهيل وإن لم يكونوا في قمة المؤهلين. فيما عدا اللواء محمد نجيب الباقين لم يكن لم أية دراية ياي شيء غير القيادة وحداتهم في الجيش وهذا إذا أضفنا إليه مناقشات القهاوي لا يؤهل لحكم بلد كمصر. بصراحة، كانوا جهلة فيما يتعلق بحكم البلاد، لم يكن لهم أية دراية بوضع إستراتيجية ما ، كل ما كانوا يبغون الوصول إليه هو السلطة. لقد كانت هذه الكارثة هي النتيجة الطبيعية للتدمير المنظم الذي انتهجته سلطات الانقلاب للمؤسسة العسكرية المصرية بحجة تطهير الجيش من العناصر المناوئة والموالية للملكية فتم طرد الكثير من الضباط الأكفاء الذين تلقوا تعليمهم وتأهيلهم العسكري في الأكاديميات الحربية البريطانية، وفقد الجيش قياداته ذات الخبرة من لواءات وعمداء وعقداء بل وحتى من صغار الضباط ،هذا بالإضافة إلي من استقالوا من الجيش من المحاسيب ليعينوا بعد ذلك في وظائف الدولة المدنية والغير مؤهلين لها. وليرجع القارئ لموقع ذاكرة مصر المعاصرة قسم الوثائق ليتحقق مما أقول واليكم الرابط مرة أخري http ://modernegypt.bibalex.org/collections/home/default.aspx وهو الموقع الرسمي لمكتبة الإسكندرية أتعجب كيف نسى الشعب المصري، عندما تم إخراج صاروخين أطلق عليهم اسما “القاهر” و “الظافر” في عرض عسكري رسمي بمناسبة أعياد الثورة على ما أتذكر عامين قبل النكسة وخرج علينا الزعيم الأوحد ليعلن في خطابه انه يستطيع أن يصيب بصواريخه أي هدف جنوب لبنان. العلم أجمع ما عدا الشعب المصري وبعض السذج من العرب في البلاد الأخرى كان يعرف أن هذه الصواريخ المعروضة لم تكن أكثر من ماكيتات لصواريخ تمني عبد الناصر أن ينتجها. كان رحمه الله حنجريا جعجاعا ليس إلا.